هذه واحدة من قصص الحب الأسطورية في التاريخ العربي، جميل وبثينة. حفظها جميل بن معمر شعراً، في قصائد تذوب عشقاً وطلاوة. لُقب بـ "جميل بثينة"، وانتسب إليها لشدة ولهه به، كان إمام العشاق العذريين، لم ينظم الغزل إلا في محبوبة واحدة هي بثينة، فأنشد قصائد غاية في الروعة والإتقان، حتى قيل: إنه أشعر أهل الإسلام والجاهلية.. هنا نستمع إلى بعض نفائسه
بصوت: د.علي بن تميم
بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني.. فقلتُ: كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ
وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة .. ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ
بعيدٌ عل من ليسَ يطلبُ حاجة.. وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ
ارحَمِيني، فقد بلِيتُ، فحَسبي.. بعضُ ذا الداءِ، يا بثينة ُ، حسبي!
لامني فيكِ، يا بُثينة ُ، صَحبي.. لا تلوموا، قد أقرحَ الحبُّ قلبي!
زعمَ الناسُ أنّ دائيَ طِبّي، أنتِ، والله، يا بُثينة ُ، طِبّي!
وأوّلُ ما قادَ المَودّة َ بيننا.. بوادي بَغِيضٍ، يا بُثينَ، سِبابُ
وقلنا لها قولاً، فجاءتْ بمثلهِ.. لكلّ سؤال يا بثينَ، جوابُ
أظل نهاري مستهاما ويلتقي .. مع الليل روحي في المنام وروحها
فهل لي في كتمان حبي راحة.. وهل تنفعني بوحة لو أبوحها