Sveriges mest populära poddar

من نفائس جميل بثينة

وهل عاشق من نظرة يتمتع

2 min • 28 maj 2015

في هذه الحلقة الجديدة من نفائس جميل بثينة، يتوجه شاعرنا وعاشقنا المعذب جميل بن معمر إلى الله تعالى، داعياً إياه أن يحببه إلى بثينة، التي نسبه التاريخ إلى اسمها من فرط ولعه بها، ثم يطلب من الله أن يمن عليه بالصبر إن تعذر الحب واللقاء، مناجياً الله، ومعترفاً بعشقه في لغة شديدة العذوبة والرقة، حيث يصف نفسه بـ "المولع"، ثم يكشف عن أن النظرة التي ألقاها عليها لا تكفه، لأن العاشق لا يكتفي بذلك، وكأنه يقول ما قاله ابن عربي بعدها بسنوات: "كل شوق يسكن باللقاء لا يعوّل عليه"، وهكذا كان جميل بثينة، لا يكفه اللقاء ولا القرب، يطلب الحب والصبر واللقاء ويرضى بالبعد، إنها أحوال العشاق جميعاً في شاعر واحد.

نستمع إلى بعض وجده:
بصوت د. علي بن تميم

فيا ربِّ حببني إليها، وأعطني المودة َ منها، أنتَ تعطي وتمنعُ!
وإلاّ فصبرني، وإن كنتُ كارهاً، فإنّي بها، يا ذا المَعارج، مُولَعُ
تمتّعْتُ منها، يومَ بانوا، بنظرة ٍ، وهل عاشقٌ، من نظرة ِ، يتمتعُ؟
لها في سوادِ القلب بالحبَّ منعة ُ، هي الموت، أو كادت على الموت تشرفُ
وما ذكرتكِ النفسُ، يا بثنَ، مرة ً من الدهر، إلاّ كادت النفسُ تُتلَف
وإلاّ اعترتني زَفرة ٌ واستِكانَة ٌ، وجادَ لها سجلٌ من الدمع يذرفُ
وما استطرفتْ نفسي حديثاً لخلة ٍ، أُسَرّ به، إلاّ حديثُك أطرَفُ
فما سرت من ميل ولا سرت ليلة من الدهر إلا اعتادني منك طائف
ولا مرّ يوم مذ ترامت بكِ النوى ولا ليلة إلا هوى منك رادف
أهمّ سلوّا عنك ثم تردّني إليك وتثنيني عليك العواطف
00:00 -00:00