هذه الحلقة تكملة للحلقة السابقة "كيف نبني شخصيات قوية؟" نحكي لكم فيها بعض القصص الواقعية من وحي الاستشارات تبين أهمية بناء إنسان قوي الشخصية سأسرد القصص باختصار ثم أعلق عليها في الأخير.
القصة الأولى: سافر بعثة للدراسة الجامعية في أمريكا عاد بعد السنة الأولى منطفئا كئيبا حزينا اعتزل الناس واعتزل أهله ورفض إكمال دراستهم اتصلت بي للاستشارة.
القصة الثانية: سافر بعثة للخارج ترك الدراسة بعد الترم الأول وأدمن المخدرات وبعد سنة أنهيت بعثته وعاد مدمنا.
القصة الثالثة: سافر للدراسة وفي الإجازة الصيفية بعد سنة كان متغيرا في مظهره وأفكاره وعاد بعد الانتهاء من سنوات دراسته ملحدا اتصلت بي منهارة.
القصة الرابعة: قبل في إحدى جامعات دولته في مدينة أخرى غير مدينته التي هو فيها وأراد الرجوع من الشهر الأول شجعوه أهله ليستمر وكان يتعثر كثيرا وظل أهله يضغطون عليه للاستمرار ولم يستمر في الحياة وكانت لديه عدة محاولات للانتحار.
القصة الخامسة: سافرت للدراسات العليا بمفردها وبدأت تنزوي شيئا فشيئا ثم تراجع مستواها الدراسي ومستواها النفسي وقررت الرجوع لبلدها وخافت من كلام الناس فأوقفت دراستها وذهبت للطبيب شخصت باكتئاب بدأت تتعالج وبعد سنة عادت لمقاعد الدراسة وظلت تقاوم وتنتقل بين الدراسة والتوقف حتى انتهدت وحصلت على الدرجة العلمية واتصلت تستشير كيف أعود كما كنت ما عدت راغبة في الحياة كما كنت.
القصة السادسة: بدأ الدراسة الجامعية في بلده لم يعجبه الحال قدم على بعثة وسافر لم يستقر فحول البعثة لدولة أخرى ولم يكمل دراسته وأعادوه بالقوة بعد أن أصبح منحرفا مدمنا مضطربا نفسيا اتصلت تقول مستقبله ضاع فقلت لها بل دينه الذي ضاع.
هذه القصص غيض من فيض ويوجد غيرها كثير ولكن هذه أبرز ما يحضرني مما وصلني
في القصص الثلاثة الأولى ثلاثة مشاكل مختلفة الأولى فيها اضطراب نفسي الثانية فيها إدمان الثالثة فيها إلحاد
لماذا نقول انه من المهم أن نربي أبناءناعلى قوة الشخصية لأنه عندما تكون شخصيتهم قوية تكون قدرتهم أعلى على تجاوز الضغوط ومقاومتها دون أن تحطمهم صحيح أن الجينات لها دور والظروف التي يمر بها الإنسان كذلك تؤثر لكن الطريقة التي يستجيب بها الإنسان للضغوط والتي يتعامل فيها مع الصعهوبات التي تواجهه لها دور أيضا في أنها تجعلهم يتجاوزونها دون أن تحطمهم نفسيا ودون أن تعطل حياتهم.
فمثلا الإدمان في القصة الثانية لو كانت الشخصية قوية كانت قدرتهم عالية على رفض الخطأ وعدم الرضوخ لرفقاء السوء عندما تكون الشخصية قوية يستطيعون التعامل مع الضغوط بدلا من أن يهربوا منها إلى الإدمان كمتنفس
أما الالحاد في القصة الثالثة فعندما تكون الشخصية قوية يكون قويا في الحق لا يرضخ لمن حوله يعبر عن قيمه ومبادئه بصورة أوضح وأقوى لا تؤثر فيه الأفكار ولا الضلالات ولا الأوهام.
الخلاصة احرصوا على بناء الشخصية القوية في أبنائكم لأنه عندما يكون ابنك قوي الشخصية معناها أنك أنشأت شخصا قوي النفسية فلا يضعف ولا ينهار أنشأت شخصا قوي الدين فلا يضل ولا يزيغ ولا ينحاز حصلت على شخص قوي التفكير الطريق أمامه واضح فلا يتيه ولا يحتار.