من الأشياء التي أرددها في حواراتي التربوية:"أقوى أسلوب في التربية هو التربية بالقدوة" رغم أني مؤمنة بها لكني لم أدرك عمقها وقوتها إلا في السنوات الأخيرة ولو عاد الزمان إلى الوراء لكنت استغليتها خير استغلال اليوم سأوفر عليكم الوقت أشرحه لكم بصورة بسيطة وعلمية وبصورة حقيقية حتى تدركوها في وقت مبكر وتستفيدون من قوتها الجبارة في التربية.
الحقيقة الأولى: أن الطفل يقلد أي شيء وكل شيء يقلد الأشياء السلبية والإيجابية لأن التقليد هو أحد خصائص الطفولة الأساسية بل هو احتياج نفسي عند الطفل فهو يحتاج أن يقلد من يحبهم ويتشبه بهم .
الحقيقة الثانية: أن الطفل يقلد الأشخاص الذين يحبهم ويعجب بهم، معنى ذلك إذا أردت أن يتمثل ابنك سلوكيات طيبة أو يتخلق بصفات حسنة احرصي على أمرين: الأول/ أن تكسبي حبه وتنالي إعجابه وهذا لن يكون إلا عندما تكون علاقتك به علاقة طيبة ومحترمة ومحبة وحازمة وودود ه فإذا أحبك قلدك و الثاني/ تعمدي ممارسة السلوكيات الطيبة والأخلاق الحسنة أمامه حتى يتشربها.
الحقيقة الثالثة: الأفعال أعلى صوت من الأقوال والأطفال مراقبون جيدون من الدرجة الأولى فدعيهم يروا منك خيرا أكثر مما يسمعوا منك لأنهم سيقلدون أفعالك
هل يعقل أن يكون تأثيرنا عليهم لهذه الدرجة؟ نعم وإلا لما قال صلى الله عليه وسلم:"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" بمعنى إذا كانت علاقتنا بهم علاقة جميلة وقوية ومحترمة فهم يقلدونا في كل ما نفعل ولو كانت علاقتنا بهم سيئة وجافة ومؤلمة فهم سيعاندوننا في كل ما نفعل نحن الذين نغير فطرتهم و سجيتهم وطبيعتهم الطيبة الطاهرة التي خلقهم الله عليها.
الحقيقة الرابعة: الأطفال بحاجة إلى شخصيات يتعلقون بها ويقلدونها فعلقيهم بقدوات أخرى جيدة احكي لهم قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الصحابة والصالحين وقصص الأبطال والعلماء والنابغين قصص المبدعين والمبتكرين والناجحين ثم اجعليهم يقرؤوها بأنفسهم عندما يكبرون ويناقشونها معك ويشاركوك الشخصيات التي أحبوها وما الذي أعجبهم فيها؟ولماذا؟
الخلاصة أقوى وأسرع أداة في التربية هي القدوة الطفل يقلد كل شيء لأن التقليد احتياج نفسي الطفل يقلد من يحبهم ويعاند من يكرههم فأحسني معاملتهم حتى يقلدوك ومارسي السلوكيات الجيدة وأكثري من أفعالك وقللي من كلامك لأنهم سيأخذون فعلك وتصرفاتك.